الاسعد : التلوث الضوضائي يسبب فقدان السمع واضطرابات قلبية وعصبية
عمان - الدستور - غادة ابويوسف حذر اختصاصي جراحة الانف والاذن والحنجرة الاستشاري بوزارة الصحة سابقا
الدكتور محمود الاسعد من مخاطر التلوث الضوضائي والسمعي وتسببها باضطرابات قلبية اوفقدان للسمع.
وقال الدكتور الاسعد في حديث لـ "الدستور" ان التأثيرات السلبية للضجيج في حياتنا تقسم الى قسمين
اولها تأثيرات سمعية والاخرى مثل اضطرابات النوم والقلق والإرهاق والاضطرابات القلبية الوعائية
وارتفاع الضغط والشعور بالضيق والإضطرابات العصبية والصداع وفقدان الشهية الى جانب التأثير على نفسية الانسان وفقدان التركيز والابداع.وضرب مثلا لمصادر الضجيج البيئي بضجيج وسائل النقل والسيارات ،
الطائرات ، القطارات ، والمصانع وورش البناء واماكن الالعاب والضوضاء الاجتماعية الناجمة عن الافراح والموسيقا العالية والاسواق المزدحمة والاستخدام الخاطىء للمسجلات الصوتية اضافة الى وضع السماعات الموسيقية على الاذن
.وقال انه ثبت بالدراسات العلمية ان الذين يتعرضون لاصوات مرتفعة تزداد احتمالات تعرضهم لارتفاع الضغط ومشاكل بالقلب والتوتر العصبي واضطراب السلوك وعدم القدرة على النوم المنتظم وانعكاس ذلك على الشعور بارهاق خلال النهار.واضاف ان الصوت المعتاد لا يزيد على 30 "ديسيبل" وهي وحدة قياس الصوت المعروفة والصوت المسبب للضجيج يزيد على 45 ،
موضحا ان 70 ديسيبل لمدة 8 ساعات يومية لا تأثير لها فيما تسبب 70 ديسيبل لمدة 24 ساعة تأثيرات خطرة.
وعرض لمعدلات الضوضاء المقبولة عالميا مشيرا الى ان الحد المقبول في المناطق السكنية بين 25 - 40 ديسبل ويكون مقبولا في المناطق التجارية بين 30 60- ومن 40 60- في المناطق الصناعية وللمناطق التعليمية بين -30 40 وبين -20 35 ديسبل في مناطق المستشفيات.
ولفت الدكتور الاسعد الى مستويات عدة من الضجيج مثل شارع مزدحم ، موسيقا ، اعراس (اكثر من 70 ديسيبل)
، وضجيج متقطع طائرات ، قطارات ، (110) ، ضجيج لحظي مثل اطلاق رصاص ، مفرقعات نارية (140ديسيبل).
وعن وحدة قياس الضجيج الديسيبل اوضح الاسعد ان هذا القياس استنبط بواسطة ضغط الصوت ويبدأ من الصفر حين تكون الأصوات ساكنة ، ويبدأ الإحساس بالسمع عند 20 ديسيبل حتى أعلى قيمة تتحملها الأذن 130 ديسيبل وما فوق ذلك تسبب الألم وفقدان السمع
، مشيرا الى ضرورة واهمية معالجة الضجيج وذلك بايجاد معايير لتحديد وقياس الضجيج والتحكم باسبابه وايجاد التشريعات اللازمة لذلك لافتا الى قانون الامم المتحدة رقم 21 الذي يجيز الحد من التلوث البيئي.واشار الى ان منظمة الصحة العالمية وضعت خطوطا عريضة قابلة للتطبيق في كل انحاء العالم بما يلائم ظروف كل دولة اومنطقة لمعالجة الضجيج ،
مؤكدا ان اهم طريقة لمعالجة الضجيج ايجاد معايير لتحديد وقياس الضجيج ثم التحكم باسبابه.واكد ان الحماية وكيفية السيطرة على التلوث الضوضائي يتم من خلال التركيز على الإصلاح المستمر للمكائن التي توجد بالمصانع والمراقبة الصارمة على الصناعات وتعديل عمليات السيطرة على الضوضاء أثناء إصدار وتجديد رخص العمل
، واصدار التشريعات اللازمة وتطبيقها بحزم لمنع استعمال منبهات السيارات ومراقبة محركاتها. وكشف الاسعد عن ان النباتات تعتبر اهم الطرق لامتصاص الضوضاء خصوصا الضوضاء النبضية
، مشيرا الى ان زراعة الاشجار مثل الكازوارينا والبانيان والتمر الهندي على الطرق والشوارع تساعد في تخفيض الضوضاء في المدن والاماكن الاهلة.وشدد على اهمية نشر الوعي عبر وسائل الاعلام حول التلوث الضوضائي والتركيز على منع استعمال مكبرات الصوت وأجهزة التسجيل في شوارع المدينة والمقاهي والمحلات العامة ، مبينا ان من اهم وسائل مكافحة هذا التلوث على الصحة البشرية ادراك المرء أن الفضاء الصوتي ليس ملكا شخصيا.
واشار الى اهمية اخذ البعد التخطيطي بعين الاعتبار قبل تنفيذ المنشآت وإبعاد المدارس والمستشفيات عن مصادر الضجيج وابعاد المطارت عن الاماكن الاهلة بالسكان مسافة لا تقل عن 30 كيلومترا وأَن تكون خطوط السكة الحديدية والطرق السريعة بعيدة عن المناطق السكنية قدر الإمكان.ورأى الدكتور الاسعد ان زيادة عدد المتنزهات الوطنية لها تأثير نفسي ممتاز وتساعد على تهدئة الأعصاب كما ان استعمال سدادات الأذن في المناطق التي يكثر فيها الضجيج تعتبر من الوسائل الوقائية[/size][/size][/size][/size]